آل دحماني :
أندلسيو و تركيو الأصل قدموا من المشرق و سكنوا بلدان المغرب من الأسر العريقة التونسية و المغربية و الجزائرية و الطرابلسية، الأندلسية و التركية الأصول ، عربية الجذور ، بيت أصالة وعلم ، لقب آل دحماني المشتق من ابن دحمان حملته أكثر من أسرة في بلاد المشرق و المغرب ، ومن بينها دمشق والقيروان و طرابلس و تطوان و فاس و تلمسان و مختلف باقي مدن المغرب و الجزائر و تونس.
ولا بد من الإشارة أيضاً بأن الكثير من عائلات آل دحماني حملت ألقاب أندلسية ، بيد أن بعض أفرادها غير لقبه المنسوب لمنطقة في الأندلس بلقب الجد الأكبر ابن دحمان ثم الدحماني ، فطغى هذا اللقب على اسم العائلة الحقيقي والأصلي ، لذلك ترى في المصادر التاريخية الكثير من العلماء الأجلة و المدنيين ممن حملوا لقب ابن دحمان متبع بلقب ثاني ، كما أن سواهم حمل ألقاب عثمانية تركية ، فتجد على سبيل المثال : X ابن دحمان ابن عصمان أو عثمان أو Y ابن دحمان الإشبيلي ، أو Y ابن دحمان المالقي مما يشير إلى تفرع الأسرة إلى أكثر من عائلة. هذا، وقد أشارت سجلات الميلاد و الوفيات في الأندلس من القرن الحادي عشر إلى القرن الخامس عشر العديد من ذوي لقب دحمان ، و من ذريتهم من هاجر إلى بلدان المغرب العربي ليعرفوا حاليا بآل دحماني. تفسير لقب آل دحماني : من أسماء الله تعالى الثابتة في الكتاب وصحيح السنة : (الرحمن) ، و لذلك يحبذ للمسلمين و لمن أسلم من طائفة غير الإسلام أن يتسمى بـ(عبد الرحمن) ، لكن دأب أهل الأندلس على تحريف هذا الاسم إلى (دحمان) و (دحيم).
وقد أنكر عليهم فعلهم هذا جمع من العلماء في كتب التوحيد ، بباب أسماء الله تعالى. وممن كان معروفا و مشهورا بدحيم ، القاضي : أبو سعيد عثمان الدمشقي وغيره ، قال ابن حبان : كان يكره أن يقال : دحيم ، ودحيم تصغير دحمان ، ودحمان بلغتهم خبيث بمعنى لم يلتزم بمبادئ و أركان الإسلام. ” أما دحيم بضم الدال وفتح الحاء وسكون الياء تحتها نقطتان وفي آخرها ميم هذا لقب القاضي أبي سعيد عبد الرحمن بن إبراهيم القرشي الدمشقي مولى عثمان بن عفان رضي الله عنه المعروف بدحيم وهو تصغير دحمان روى عن الوليد بن مسلم وابن أبي فديك روى عنه أبو حاتم الرازي وأبو زرعة الدمشقي ودحيم أيضا لقب أبي إسماعيل عبد الرحمن بن عباد بن إسماعيل المعولي روى عنه محمد بن عبد الكشي وعبد الله بن محمد بن ناجية. [ اللباب في تهذيب الأنساب - ابن الأثير الجزري - ج ١ - الصفحة ٤٩٣] ”
وثبت في كتب التاريخ أن أهل الأندلس ، دون غيرهم من أهل المغرب الإسلامي ، إذا عظموا شخصا أضافوا لاسمه حرفي (ـون) ، وهكذا يشيع في نسله ويصير لقبا لهم. من ذلك اسم (دحمان)؛ عظموا صاحبه فسموه (دحمون). والجدير بالذكر أن أغلبية من يحملون لقب الدحماني ، جدهم الأكبر يكنى ابن دحمان أو دحمان و لقب دحمان أندلسي من المصدر عبد الرحمان ببساطة و تميّزت أسرالدحماني بحرصها على دعم الأضرحة و الزوايا الدينية الصوفية و يوجد فرع لها شمال المغرب من الأدارسة.
و تكشف سجلات تاريخية أن " الدحماني " و " الدهماني " عائلة واحدة ، ومن جذور أسرية واحدة إحداها تحرف إسمها بفعل تنقل أفرادها بين الدول العربية المطلة على البحر الأبيض المتوسط لكنه ليس مؤكد ، ” و الدهماني إحدى مدن الجمهورية التونسية ، تقع في ولاية الكاف في إقليم الشمال الغربي و هي تقع في منطقة تاريخية هامة غير بعيدة عن المدينتين الرومانيتين مكتريس وتيبرس والأربص . سميت على اسم وليها سيدي الدهماني المولود حوالي عام 551هـ/1190م.” برز من أسرة آل دحماني في التاريخ القديم من العهد العثماني و الأندلسي :
*القاسم بن عبد الرحمن بن القاسم بن دحمان بن عثمان بن مطرف بن الغَمر بن مرغم بن ذبيان بن فتوح بن نصر الأنصاري ، بلنسي سكن مالقة و توفي بها عاصر العصر المرابطي 542 – 484 ه: روى الحديث وتفقه بأبي عبد الله بن الأديب وأبي محمد بن الوحيدي ، وتأدب بأبي الحسين بن الطراوة وأبي عبد الله بن أخت غانم وأبي الفتح سعدون بن مسعود السهيلي ، وأجاز له أبو بحر سفيان بن العاصي وأبو جعفر محمد بن حكم بن باق وأبو الحسن يونس بن مغيث و أبوا عبد الله : ابن الحاج وحفيد مكي [146 ظ] ، وأبو القاسم بن ورد. روى عنه أبوا بكر: عبد الرحمن بن أخيه وعتيق بن قنترال وأبوا علي: الرندي والقرطبي ، وبنوه أبو محمد و كان كبير الخطباء و الأساتذة بمالقة وصدر المقرئين بها، خيرا فاضلا متواضعا، طال عمره وعظم انتفاع الناس به وروى عنه الأصاغر كما روى عنه الأكابر، ونفع الله بالأخذ عنه عالما كثيرا ، وكان ناصحا في تعليمه حريصا على الإفادة ، ضابطا ثقة في ما يرويه ، متين الدين تام الفضل ، ولد ببلنسية سنة خمس وثمانين وأربعمائة ، وتوفي بمالقة عشي يوم الإثنين لليلتين خلتا من ذي قعدة خمس وسبعين وخمسمائة، ودفن بقبلي شريعتها.
*الخطيب النحوي اللغوي عبد الرحمن بن دحمان قرأ عليه أبو حيان و أبو القاسم محمد بن سهل الغرناطي [ تفسير أبي حيان الأندلسي (تفسير البحر المحيط) 1-9 الفهارس ج1 ]
*يحيى بن دحمان المصيصي : سمع منه محمد بن عبد الملك بن ضيفون بن مروان اللخمي الحداد من أهل قرطبة [ تاريخ علماءالأندلس – تاريخ العلماء والرواة للعلم بالأندلس لابن الفرضي ] ، [ سير أعلام النبلاء محمد بن أحمد بن عثمان الذهبي ] ، [ فهرسة ابن خير الإشبيلي ] * الأمير إسماعيل بن دحمان ذي النون أمير طليطلة [ ملوك الطوائف ونظرات في تاريخ الإسلام للمستشرق الهولندي رينهارت ] *يامين بن خلف بن دحمان : روى عن وهب بن مسرة ، الأرجح أن كانت له أصول يهودية أو مسيحية [ تاريخ علماء الأندلس – تاريخ العلماء والرواة للعلم بالأندلس لابن الفرضي ]
*عبد الرحمن بن دحمان بن عبد الرحمن بن قاسم بن دحمان ، أبو بكر الأنصاري المالقي [ معرفة القراء الكبار على الطبقات و الأعصار 1 – 4 – 5 ] ، [ كتاب مسالك الأبصار في ممالك الأمصار- ص 261 ] ، [ كتاب : الإحاطة في أخبار غرناطة 7 ]
*عبد الرحمن بن دحمان بن عبد الرحمن الأنصاري ـ القاسم بن عبد الرحمن بن دحمان الأنصاري [ أعلام مالقة لأبو عبد الله بن عسكر – أبو بكر بن خميس ] ، [ بغية الملتمس في تاريخ رجال أهل الأندلس ]
*أبو محمد ابن دحمان وأبو محمد عبد الحق بن عبد الرحمن الإشبيلي ممن أجاز المحدث الراوية أبو عبد الله محمد بن إبراهيم بن حزب الله الفاسي ببلاد الاندلس : لقيه بفاس وكتب إليه من الأندلس ، و كتب إليه مجيزا من أهل الاندلس :أبو القاسم ابن دحمان ، وحدث أيضاً بالإجازة العامة عن أبي طاهر السلفي [ سيرة أبو عبد الله ابن البقار الفاسي المعروف بابن البقار ]
*أبي القاسم بن دحمان : محدث مالقة وخطيبها أبو بكر وأبو محمد عبد الله الأنصاري المالقي روى عنه ابن القرطبي والسهيلي وأبيه .عتيق بن عَليّ بن خَلَف بن أَحْمَد، أَبُو بَكْر القُرشي الْأُمَوِيّ المَرواني الْأنْدَلُسِيّ المُربَيطري، المعروف بابن قَنَترال ، نزيلُ مالقة [المتوفى: 612 هـ] أخذ القراأت والعربية عن أبي الحسن ابن النِّعمة، وَسَمِعَ منه ومن أَبِي عَبْد اللَّه بن سعادة.
وَسَمِعَ بمُرسية من أَبِي الْقَاسِم بن حُبيش، وبإشبيلية من أَبِي عَبْد اللَّه بْن زَرقون، وأبي بكر ابن الْجَدّ، وأخذ بمالقة القراأت عن أَبِي مُحَمَّد بن دحمان، وحجّ سنة اثنتين وستين، فسمع بمَكَّة من عَليّ بن عَبْد اللَّه المِكناسي، وبالإسكندرية من أبي طاهر السِّلَفيّ، ثُمَّ قَفَل وتَصَدَّر للإقراء والإسماع بمالَقة، وَحَدَّثَ ببلَنسية [ تذكرة الحفاظ لشمس الدين أبو عبد الله محمد بن أحمد بن عثمان بن قَايْماز الذهبي ]
*عبد الرحمن بن دحمان بن عبد الرحمن بن قاسم بن دحمان أبو بكر الأنصاري المالقي ، قرأ الثمان على أبيه وعلى عمه القاسم وكان آخر من حدث عنهما بالسماع وسمع السهيلي وأجاز له ابن قزمان، قرأ عليه أبو بكر أحمد بن مسدي وقال قرأت عليه بالثمان وكان آخر أئمة هذا الشأن قلت وآخر أصحابه موتاً أحمد بن الطباع، مات في شعبان سنة سبع وعشرين وستمائة وكان مولده خمسين و خمسمائة [ غاية النهاية في طبقات القراء لابن الجزري ]
*محمد بن ابراهيم بن دحمان [ قلادة النحر في وفيات أعيان أهل الدهر لأبو مخرمة – الجزء 5 ]
*عبد الله و الحسين و الزبير بن دحمان الأشقر [ الأغاني 1-15 مع الملحق والفهارس ج14 لأبي الفرج علي بن الحسين/الأصفهاني ]
*أحمد بن محمد بن أحمد المكي أخد عن أبا محمد بن دحمان [الصلة ومعه (التكملة لكتاب الصلة) و معه (صلة الصلة) 1-6 ج3 لابن بشكوال/أبو القاسم خلف الأندلسي ]
* إدريس بن دحمان الأوديي الجراري : عام خمسة وخمسين ومائتين وألف و فيه توفي إدريس بن دحمان الأوديّي الجرّاري الرباطي ، كان شجاعا مقداما مطلعا محنكا. تولى قيادة نواحي الرباط أيام السلطان المولى عبد الرحمان إلى أن توفي ودفن بالزاوية القادرية بالرباط.
*أحمد بن دحمان اليلصوتي أو اليصلوتي : من العلماء الأجلة تضلع في علوم التصوف ، ينتمي للأسرة اليلصوتية المنتشرة بشمال المغرب توفي عام ستة وستين ومائتين وألف في ربيع الأول. كان خيرا دينا صوفيا مذاكرا، له شهرة وأتباع ، من عقب الشيخ عبد الوارث اليلصوتي وهو دفين فاس. [ محمد العربي الفاسي في مرآة المحاسن12 وعبد الرحمن الفاسي في ابتهاج القلوب13 والمهدي الفاسي في ممتع الاسماع14 والحضيكي في الطبقات15 وغيرهم ]
*عبد الله دحمان بن الجيلالي العلمي : توفي عام أحد وستين وثلاثمائة وألف وفي اليوم نفسه توفي عبد الله بن الجيلالي العلمي الحسني دعي دحمان استوطن فاسا، ودفن بها.
*محمد ابن دحمان السلاوي : العالم العلامة المشارك صوفي مذاكر، له شهرة وأتباع ، توفي عام سبعة وسبعين ومائتين وألف . كذا كتب لي في وفاته الشيخ جعفر الناصري.
*أبو محمد السمري دحمان اسمه عبد الرحمن بن أحمد بن نهيك [ عيان الشيعة المؤلف : الأمين، السيد محسن الجزء : 2 صفحة : 426 ]
*الزبير بن دحمان : مغني في عهد هارون الرشيد ، كان مشهور الأصوات ، مشكور الفعل حتى بألسن الأموات ، متى رفع عقيرته متع جيرته لضرب لا تدعيه مطمعة ، ولا تعيه الآن مسمعة ، أكثر استنهاضا من الحمية في الأمور، وأكبر إعراضا من صدّ الكؤوس عن الخمور، وله في مجالس الخلفاء ولوج، حيث يرى أذن ، ولا يقبل الآراء أفن. قال أبو الفرج: كان الرشيد بعد قتله البرامكة شديد الندم على ما فعله بهم، ففطن الزبير لذلك ، وكان يغنيه في هذا [ص 152] المعنى فيحركه، فغناه يوما : من للخصوم إذا جدّ الخصام بهم … يوم الجياد ومن للضمّر القود فرّجته بلسان غير مشتبه … عند الحفاظ وقلب غير رعديد وموقف قد كفيت النّاطقين به … في مجمع من نواصي الناس مشهود [ كتاب مسالك الأبصار في ممالك الأمصار – ص261 ]
*الفاضل اللبيب الشيخ النعمان بن دحمان : [ إيقاظ الوسنان الفاتح لمنظومة التوحيد للشيخ محمد بن يوسف التونسي الكافي ]شرحٌ لطيفٌ وضعه على منظومة العلامة محمد بن عبد الرحمان الديسي.[ 87 صفحة من الحجم المتوسط، تمّ طبعه بمطبعة الترقي بدمشق سنة 1924م ]
*محمد بن دحمان بن أحمد مؤرخ من أهل سبتة مولده و نشأته بها ، صنف كتابا في أخبارها فسماه ” اختصار الأخبار عما كان بثغر سبتة من سني الآثار ـ ط ”
*محمد قاسم بن دحمان الغساني : فرضي من فقهاء المالكية ، كان مدرسا بالقيروان (1828م ـ 1244 ه ) ، له العديد من المؤلفات في الفقه و الصوفية.[ الأعلام ـ قاموس تراجم لأشهر الرجال و النساء من العرب و المستعربين المستشرقين لخير الدين الزركلي ]
* دحمان الجماني : قدم الشام و استقدمه بعد ذلك الوليد ب اليزيد إليه [ تاريخ مدينة دمشق - ج 17 - خلف بن إسماعيل - راشد أبو عبد الجبار] ومن يطلع و يبحث أكثر على وثائق و سجلات آل دحماني سواء من برز في التاريخ القيم أو المعاصر و الحديث يدرك كم برز من هذه الأسرة الكريمة في الميادين العلمية و الدينية و القضائية و السياسية والفكرية.. و مما يلاحظ استنادا على كتب التاريخ أن ذرية العلماء المذكورين هم المعمرين الذين يحملون لقب الدحماني و ابن دحمان في مختلف أنحاء العالم اليوم و لدحض فرضية الأصول الغير مشرقية لعائلة آل دحماني يكفي ذكر أسماء أعلام من المشرق يحملون نفس اللقب. إن أعلام عائلتنا المجيدة كثيرة ، و الأعلام المذكورة ليست إلا جزء من أعلام آلدحماني التي قرأت لها في العديد من كتب التاريخ القديم و يوجد آخرون تقلدوا مناصب بارزة مذكورون في كتب قديمة غير منزلة على الأنترنيت ، فشكرا لكل من ساهم و سيساهم في إغناء عائلتنا المتميزة بمعلومات ومعطيات تاريخية قيمة. أجمل التحيات لكم أبناء عمومتي أينما كنتم في أنحاء العالم ..
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق